تثار علامات الاستفهام والتعجب في العالم العربي عامة و تونس خاصة بين حين وآخر عن كيفية وصول هذا المسؤول أو ذاك إلى منصبه.
مبعث الدهشة هنا محدودية ما يتمتع به هذا المسؤول من قدرات متواضعة وهذه ليست بحاجة إلى كثير من الذكاء لكشفها والوقوف عليها.
الظاهرة متفشية في القطاعين العام والخاص ومن النادر جدا أن تخلو منها أي منشأة، فوصول هذا المسؤول الفاقد للأهلية إلى هذا المنصب أو ذاك يبرهن بشكل قاطع خطأ الآلية التي أفرزت هذه النماذج ولابدّ من التصدي لها بكل السبل. المسؤول ذو القدرات المتدنية هو نتاج ثقافة سائدة في عالمنا العربيّ على النقيض تماما من بقية بلدان العالم الأخرى وبالأخص في أوروبا وأميركا. ولو أنّ أحد المسؤولين هناك أقدم على توظيف أحد من أقاربه لتعرض إلى سيل من التحقيقات والاستجوابات، ولعل أغلبنا يتذكر ما أعلنته النيابة العامة في فرنسا عن فتح تحقيق حول قيام أحد الوزراء بتوظيف ابنتيه حين كانتا طالبتين في المدرسة الثانوية ثم طالبتين في الجامعة بوظيفة مساعدتين أثناء العطلة الصيفية عندما كان يشغل منصب نائب، المفارقة أنّ هذا المسؤول وظف ابنتيه بعقد مؤقت وليس بشكل دائم وفي وظائف صغيرة.
الفساد الإداري في مناظرة الكاباس اقترنت مناظرة “الكاباس  » عند الكثيرين بالكذبة و الخيبة الكبرى لما تحوم حولها من شبهات فساد وهو ما يؤكد أن الفساد مازال مستشريا وأنّ هناك تلاعبا بنتائج المناظرات واعتماد الرشوة والمحسوبية كآلية للانتداب ممّا يتسبب في إلحاق الأذى بعديد الكفاءات وإصابتهم بخيبة أمل وانعدام الثقة بالدولة وبكل المناظرات التي تنظمها كما ترسخت لديهم الفكرة المسبقة بأنّه لا ثقة لديهم في المناظرات التي تبنى على المحسوبية والرشوة والتي لا تقدم فيها أسماء الناجحين وأسباب الرفض وكل المعلومات التي يبحثون عنها للتأكد من شفافية ومصداقية المناظرات.
عديدة هي و لَعَلَّ تأكيد منظمة أنا يقظ التي افادت أن 25 % من بلاغات الفساد التي تلقتها المنظمة من جويلية 2016 إلى جويلية 2017 تتعلق بقضايا الانتداب في الوظيفة العمومية خير دليل. شبهة فساد في مناظرة إتحاد إذاعات الدول العربية بتونس إتحاد إذاعات الدول العربية والذي يهدف إلى تقوية الروابط وتوثيق التعاون بين إذاعات الدول العربية الصوتية والمرئية وتطوير إنتاجها و مقره تونس هو أيضاً تحوم حوله شبهة فساد إداري في المناظرة التي اقيمت منذ اسابيع في قلب العاصمة التونسية و تدور أحدث الشبهة حول المهندس في الإعلامية و صاحب الشهائد الدولية في مجال البرمجة المعلوماتية و العلاقات الدبلوماسية التونسي محمد أمين العلوي الذي عمل في فرنسا لمدة 5 سنوات كخبير في الإتصال المعلوماتي و عاد إلى تونس بعد مضاياقات عنصرية تعرض لها في بلد يتبجح بالديمقراطية ما حَزَّ في نفسه ودفعه إلى العودة لأرض الوطن .
أعد المهندس محمد أمين العلوي العدة لإجراء المناظرة رغم سهولة الإختبار نظرا لمدى كفائته و إلتحق بمركز المناظرة و لكن ما دخل إن سمع صدفة من عامل بالمكتب يقول لزميله إن الأمر قد حسم و المنصب سيعود لشخصين هم على مقربة من مدير في الإتحاد الأمر الذي تأكد بعد إبلاغه بعدم قبوله نظرا لإخفاقه المزعوم في إمتحان الإعلامية وهذا ما يفسر عدم كفائة المسؤولين وأدائهم غير العملي و تفشي ظاهرة الفساد في شتى مجالاته .
الأمر الذي يطرح ألف سؤال, فإلى متى سيتم السكوت على مثل هذه القضايا التي باتت تنخر الدولة وهل ستخرج
هيئة مكافحة الفساد عن صمتها وتضع النقاط على الحروف،خصوصاً وأن الهيئة أصبحت تحت ضغط كبير من المطالبات والتساؤلات حيال هذه القضايا.