تربية الخيول العربية الاصيلة ضاربة في القدم حيث دخلت تونس عام 670 م وذلك عندما زحفت جيوش القائد عقبة ابن نافع برا على القيروان, وتشير الوقائع الى ان الاجداد في عام 1936 كانوا يعدون ما يفوق الـ500 جواد للسباقات

أغلى حصان في العالم بالامارات وأمه تونسية

كما ان وزارة الفلاحة قامت في 1988 بإدخال تربية الخيول ضمن خطة وطنية لتربية المواشي وشجعت على هذا القطاع بشكل ايجابي وملفت. الا ان ما تؤكده بعض المؤشرات اجمالا هو تراجع هذا القطاع كما وكيفا لعوامل يرى البعض ان الدولة لم تحسن الاستثمار الجيد فيه فيما يرى البعض الاخر ان الارتفاع الجنوني لتكاليف تربيته والاحاطة به خلفت عزوفا من قبل المربين .فيما يذهب البعض الاخر الى وجود لوبيات عالمية متحكمة فيه.
ولا تزال القيروان قطبا مهما لتربية الخيول وخاصة العربية البربرية والعربية الاصيلة، حيث كانت المسيطر منذ الستينات من خلال تقلدها المراتب الاولى فيما يتعلق بالخيول البربرية المعدة للسباقات الا انها تراجعت السنوات المنقضية لتعود وتتوج هذا العام بالجائزة الأولى. يوجد بالقيروان ثالث اكبر مركز لتجويد وتحسين الخيول الواقع برقادة بعد مركز سيدي ثابت بتونس والبطان بالمنستير الذي تأسس سنة 1962 ويمسح حوالي 18 هكتارا .و يضم اجود الخيول وانقاها سلالة , وهو بحسب مديره مانع الرياحي مركز اساسي من جملة الثلاثة مراكز بالبطان وبن قردان والمكناسي .و يضم مركز رقادة حوالي 1000 رأس من بينها حوالي 60 خيلا عربيا اصيلا و940 بين بربري ومجهول نسب. وتحتل بوحجلة المرتبة الاولى على الولاية في تربية الخيول تليها زعفرانة ثم الشراردة ونصرالله وحفوز.و يتولى المركز تجويد قرابة ال400 رأس.
ارتفاع تكاليف التلاقيح 
يفيد مدير المركز ان فترة التلاقيح تكون بين فيفري وجوان حيث يتم توزيع الفحول على كامل البلاد بحسب قيمة المركز وعدد الافراس بالجهة وبحسب مشاركاته في السباقات وبحسب جماله وسلالته . ويوضح الرياحي ان اغلب مربيي الخيول يقبلون على التجويد الطبيعي باعتبارها اقل تكلفة مقارنة بالتلقيح الصناعي اي استعمال البذرات المجمدة.، هذا ويكون التجويد بالنسبة للعربي البربري والبربري بصفة مجانية
قطاع مربح لكنه مكلف
و يتراوح سعر المهر اليوم الذي لم يتجاوز العام 70 ألف دينار واكثر الا ان تكاليفه تبدو ايضا باهضة
الاسعد محرزي (48 سنة) أصيل معتمدية بوحجلة ومربي خيول عربية اصيلة وبربرية. مالك لـ6 رؤوس عربية اصيلة واحدة منها فقط بربرية، يقول ان تربية الخيل ورثها عن الوالد ولا يزال يحافظ عليها رغم الصعوبات التي طالت هذا القطاع اليوم والتي تحدث عنها باطناب فالخيل عالم فسيح ومغر الا انه مكلف جدا ولكنه بقدر تكلفه بقدر درره.
واضاف ان عملية تلقيح وتخصيب الخيول تقدر بالملايين حيث كلفة هذه العملية بين عيادة خاصة ومركز تجويد وتحسين الخيول برقادة 32 ألف دينار. هذا اضافة الى تكلفة شهرية بـ500د كأجر لخلاص مدرب الخيل بمركز سباق الخيل بقصر السعيد ينضاف الى ذلك ثمن اقامتها المقدرة بـ7د في اليوم على امتداد 3 أشهر للرأس الواحد فيما يتعلق بالخيول العربية الاصيلة دون البربرية التي تكون عملية التجويد مجانية ودون اقامة، هذا فضلا عن تكاليف الادوية. اي تكاليف شهرية لا تقل عن الـ7الاف دينار على حد تعبيره تتضاعف مع اقتراب موسم المشاركة بالسباقات.
وفي هذا الصدد يقول كمال عيفاوي وهو احد مربيّي الخيول ببوحجلة ان عديد العائلات تقتات من هذه الخيول مضيفا ان كل شيء صار مكلفا لمن اختار هذا القطاع او لمن ورثه فثمن التجويد بالمراكز المعدة لذلك، يبلغ 10 ملايين ليصل الـ90 مليونا وهي اسعار تتعلق بالفحل العربي الأصيل.
قطاع مكلف في غياب تشجعيات من الدولة وفي ظل عدم وجود حوافز ومنح وفي غياب مجانية التلاقيح وعدم التزام ادارة مركز سباق الخيول بقصر السعيد بخلاص المربين الفائزين في السباقات المنتظمة وذلك منذ 2015 على حد تعبير اغلب المربين.و هو ما جعلهم غير قادرين على تامين تكاليف التجويد ومن ورائه رفض مركز تجويد الخيول برقادة لأي رأس دون سداد تكاليفه على حد تعبير الاسعد المحرزي. ويؤكد ان مركز سباق الخيول بقصر السعيد يواجه هو الاخر عجزا واضحا قد يعصف بتاريخه واسمه قد يصل حد التفويت فيه وبالتالي وضع شروط مجحفة تثقل كاهل مربيي الخيول بشكل مضاعف
وفي اطار بعض المبادرات من خلال تنظيم مهرجانات على غرار المهرجان المغاربي للفروسية ببوحجلة، يسعى القائمون عليه الى رد الاعتبار لثقافة وموروث كامل ومع ذلك لا يتجاوز عدد الخيول المشاركة ال8 رؤوس على حد تعبير المشرف على سباقات الخيل بمهرجان الفروسية ببوحجلة منجي كرعود
كما تنتظم معارض جهوية للخيول البربرية بالنسبة للأفراس الوالدة و»الامهار» تتضمن قرابة 29 مركز تجويد من بينهم 4 قارون والبقية موسميون .و تسند على اثرها منح للفائزين الا انها تبقى غير منتظمة وفي حاجة لتنظيم اكبر واعتمادات افضل حتى نضاهي معارض عالمية ومغاربية على غرا ر معرض «الجديدة» بالمغرب بالتالي توفير عملة هامة من ناحية وتشجيع المربين من ناحية اخرى وذلك وفق ما يراه مانع الرياحي
لوبيات وشركات عالمية متغوّلة
ولئن اعتبرت تونس اهم مصدر نحو اوروبا والدول العربية والخليج وليبيا وغيرها ما يدل على انه قطاع مربح ومدر للملايين ان لم نقل المليارات وهو رهان على الحصان العربي الاصيل ما يذكرنا بما قاله الفرنسي «بيار هنري» مالك اسطبلات السورو» ومتخصص في تربية الخيول العربية الاصيلة حيث يقول» ذهبنا الى امكنة لشراء خيول عربية اصيلة ولكننا نعود دائما الى تونس حيث نجد الاحصنة الاصيلة حقا» التي تمتاز بنقاوة السلالة واغلب الجياد الفائزة في المسابقات العالمية منحدرة من امهات تونسية. وفي هذا الاطار يرى منجي كرعود ايضا وهو المشرف على سباقات الخيل بمهرجان الفروسية ببوحجلة ان اغلى حصان عالمي اليوم أمه تونسية وهو موجود بالامارات وحتى بأوروبا وهذا يعني قيمة الجواد التونسي ورشاقته وجماله وسرعته. الا ان تراجع هذا القطاع يفسر بالتفريط فيه، وهنالك لوبيات عالمية وتونسية