يؤثر الاضطراب الوجداني الثنائي القُطب على نحو 60 مليون شخص على مستوى العالم، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وعادةً ما يتألف هذا النوع من الاضطرابات من نوبات هوس واكتئاب تفصلها مُدد من المزاج الطبيعي. وتنطوي نوبات الهوس على الروح المعنوية العالية أو المزاج العصبي، والنشاط الزائد، والتحدث بسرعة، وتضخم تقدير الذات، وقلة الحاجة إلى النوم.

كما تُصنف حالة من يُعانون من نوبات الهوس دون معاناة من نوبات اكتئاب باعتبارها اضطراباً وجدانياً ثنائي القُطب.

وتتوفر وسائل علاج فعالة للطور الحاد من الاضطراب الوجداني الثنائي القُطب وللوقاية من الانتكاس. وتتمثل هذه الوسائل في الأدوية التي تحافظ على استقرار الحالة المزاجية. ويعتبر الدعم النفسي الاجتماعي من العناصر المهمة في العلاج.

ويتقلب المريض بين حالات من المزاج المكتئب التعيس والتي تتميز بالتفكير البطيء المتراجع بحيث لا يجد شيئًا يقوله، والطاقة المنخفضة لفعل أي شيء، واضطرابات النوم التي تتصف إما بالأرق وإما بالنوم ساعات طويلة، وبين حالات أخرى يبتهج مزاجه فيها بدرجة غير طبيعية، وينام عددا قليلا من الساعات، ويمتلئ بالطاقة والرغبة في الفعل بصورة تتجاوز الحد الطبيعي، وتملأ الأفكار دماغه لينعكس ذلك على حديثه في أكثر من موضوع بوقت واحد.

في نوبات الاكتئاب وبسبب انخفاض سرعة عجلة التفكير، يقوم الدماغ بفقدان الصلة بالأفكار المستقبلية، وهنا تنخفض القدرة على بذل الجهد -فالتفكير بالمستقبل هو ما يحفزنا للفعل- ويُمسك الماضي بدفّة الحوار، فيبدأ الشخص في تذكر كل شيء سيئ، ثم يحوّله ليكون هو سبب الاكتئاب الذي يعاني منه الآن.

على العكس تمامًا فإن ما يحدث في حالات الهوس (Mania) المقابلة هي حالة من تعدد الأفكار فوق السرعة المعهودة، لكن ذلك التنقل السريع من فكرة لأخرى يجعل الشخص فاقدًا لما يعنيه بحديثه أو أفعاله، ويدفع ذلك لسلوكيات ربما تكون غير مقبولة في الحالة الطبيعية.

ويعتقد بأن هناك أسبابا متعددة لحدوث اضطراب ثنائي القطب، تشمل:

  • النواقل العصبية كالدوبامين والنورأدرينالين والسيريتونين.
  • نسبة المادة الرمادية في الدماغ، إذ تنخفض بدرجة أكبر عند مرضى الاضطراب الثنائي القطب في مناطق مخية معينة.
  • وفقا لأبحاث فإن منطقة اللوزة الدماغية (Amygdala) تزداد حجمًا في حالات الاضطراب الثنائي القطب، خاصة حالات الهوس ونوبات الابتهاج الشديد، وترتبط تلك المنطقة باستجابات أجسامنا للمواقف العاطفية الشديدة، حيث تلعب دورا مركزيا في الاستجابة للخوف والقلق.
  • الوراثة، فإصابة أحد التوائم بالاضطراب الثنائي القطب يجعل احتمال أن يصاب أخاه بالمرض بنسبة بين 40 و70%، بينما إن كان أحد الأبوين مصابًا فإن ذلك يرفع احتمال إصابة الأطفال إلى 52%.
  • يعتقد بأن هناك أسبابا بيئية لها علاقة بتحفيز هذا الاضطراب خاصة لدى الأطفال الذين لديهم قابلية للإصابة به، أو الأطفال الذين يعيشون في عائلات يميل أحد أفرادها -الأب مثلًا- إلى أن يكون متقلب المزاج وانفعاليا أو عنيفا.

ويحتاج مريض الاضطراب الثنائي القطب إلى نوع خاص من الرعاية وإلى تعاطي علاج دوائي.