توحدت خطب صلاة الجمعة أمس 28 ديسمبر 2018، في جميع مساجد الجزائر حول موضوع “الهجرة غير النظامية”، التي أودت بحياة العشرات من الشباب الجزائريين خلال الأسابيع الأخيرة، تزامنا مع تنامي رحلات قوارب المهاجرين نحو أوروبا

جاء ذلك بأمر من السلطات التي لجأت إلى الأئمة والمساجد، كحل أخير لمحاربة ظاهرة هجرة الشباب والنساء و حتى الأطفال بطريقة سرية إلى أوروبا، وذلك بعد فشل الحلول الأمنية و الإجراءات القانونية، في وقف قوارب الهجرة من السواحل الجزائرية نحو أوروبا

و دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في تدوينة على موقع فايسبوك، أئمة المساجد عبر الوطن إلى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة للتوعية بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتقديم النصيحة للشباب حتى لا ينقادوا لهذا الإغراء الآثم

و اعتبر الوزير أن  قوارب الموت أصبحت تفتك بأبناء الجزائر لينتهي بهم قدرهم قوتا للأسماك أو في حياة الذلة والمسكنة في مراكز الحجز بأرض الغربة

و مطلع العام الحالي، أصدر المجلس الإسلامي الأعلى، و هو أعلى سلطة إفتاء في الجزائر، فتوى تقضي بتحريم الهجرة غير النظامية، و هي فتوى أيدتها وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف

و على الرغم من ذلك، استمر الجزائريون بالمجازفة بحياتهم من أجل الوصول إلى الضفة الأوروبية من البحر، و تم هذا العام تسجيل مئات ضحايا الهجرة غير الشرعية، آخرهم الأسبوع الماضي، عندما لقي 29 مهاجرا مصرعهم في سواحل مدينة وهران غرب البلاد، بعد احتراق القارب الذي كان يقلهم، من بينهم 3 أطفال