أخذ فريق علمي مختص من المعهد الوطني للتراث على عاتقه مهام الإشراف على الحفريات في موقع أشغال حضيرة المركب الثقافي والشبابي ببن عروس، بعد أن تم الكشف خلال الأعمال التحضيرية التي انطلقت على مساحة المشروع على حجارة و نقائش تعود الى الحقبة الرومانية

ووفق ما كشف عنه محافظ التراث، نزار بن سليمان، فقد تعهد المعهد الوطني للتراث بالقيام بالحفريات اللازمة في حوزة المشروع في مرحلة أولى، و ذلك للتأكد من الحدود الجغرافية للموقع الأثري، و تحديد طبيعة و نوعية التدخل عليه، و التعديلات التي يمكن أن تطرأ على رسومه البيانية أن استدعى الأمر ذلك

و وفقا لنفس المصدر، و بحسب المعاينات الأولية للحجارة التي تم الكشف عنها، و النقائش الموجودة عليها، و بعد الحفريات الأولية، فانه يرجح ان يتم الكشف عن موقع مهم يمكن ان يكون معبدا رومانيا للإلاه  » ساتيرن « . و بحسب الدلائل الأولية كذلك، يمكن ان يكون الحضور البشري بهذا الموقع سابقا للحقبة الرومانية بعد اكتشاف اواني فخارية و أدوات تسبق هذه الفترة التي تمتد من القرن الثاني قبل الميلاد الى حدود القرن الخامس للميلاد

وقد تم نقل بعض الآثار الى مخازن المعهد الوطني للتراث لاجراء البحوث المخبرية عليها و دراستها لتحديد قيمتها التاريخية و مرجعيتها الزمنية بدقة

يذكر أنه تم العثور بموقع حضيرة أشغال المركب الثقافي و الشبابي ببن عروس، خلال أعمال تحضير أرضية المشروع الذي انطلقت الأشغال فيه خلال الأيام الأولى من شهر جانفي على حجارة أثرية تعود وفق المعاينات الأولية الى الحقبة الرومانية

و قد تلقت البلدية إشعارا من قبل المعهد الوطني للتراث بوجود دلائل عن إمكانية وجود موقع أثرى في جزء من المساحة المخصصة لإنجاز المشروع بعد اكتشاف حجارة أثرية بها رموز و كتابات تعود إلى الفترة الرومانية حيث أذن المعهد للبلدية بضرورة اعلام المقاولة المكلفة بإيقاف الأشغال إلى حين إرسال فريق من المختصين للقيام بأعمال التدقيق و الفحص على المكان المذكور، و تمكين المعهد من الأمثلة و الخرائط الهندسية المتعلقة بالمشروع

يذكر ان المشروع الضخم للمركب الثقافي والرياضي ببن عروس الذي تقدر تكلفته بـ93 مليون دينار، و الممول بالكامل من قبل الحكومة الصينية في شكل هبة تم استكمال الإجراءات الفنية و الدراسات اللازمة المتعلقة به بعد الإمضاء على اتفاقية في الغرض بين الجانبين التونسي و الصيني وابرام العقد التنفيذي الخاص بالمشروع

و تقدر المساحة المسيجة والتي سينجز عليها المشروع في مختلف مرافقه بأكثر من 5 هكتارات سيتم تخصيص 3 هكتارات منها للبناءات في شكل مساحة مغطاة تتكون من مسبح و مرافق تابعة له و مبنى للإدارة و قاعات متعددة الوظائف و مكتبة للوسائط المتعددة و قاعة عروض تتسع لأكثر من 500 مقعد إلى جانب قاعات رياضية داخلية و منطقة تمارين وترفيه

كما تشتمل المساحة المغطاة على قاعة انتظار و فضاء العاب للأطفال و حجرات ملابس تابعة للملاعب الخارجية و وحدة سكنية للإيواء بخمسين غرفة مزدوجة تتسع لـ100 سرير و مطبخ و مطعم

أما البرنامج الوظيفي للفضاءات الخارجية فيتكون من ملعبين لكرة القدم المصغرة و ملعب لكرة اليد و آخر للكرة الطائرة و ملعب رابع لكرة السلة إلى جانب ملعبين للتنس و فضاء للتزلج و تقدر المساحة الجملية بنحو 6500 متر مربع

و قد تم الانطلاق فعليا في الأعمال التحضيرية الخاصة بالمشروع بداية شهر نوفمبر2018 من خلال البداية في تسييج و تهيئة الأرضية التي سيقام عليها المشروع الذي يقع في المساحة الغابية المحاذية لمستشفى الإصابات و الحروق البليغة ببن عروس و من المنتظر ان تتواصل الاشغال على 3 سنوات ليكون جاهزا للنشاط مع بداية 2022