انفتاح شركة الخطوط التونسية “تونيسار”  على افريقيا جنوب الصحراء خطوة مهمة جدا  لدعم الاقتصاد التونسي  وتحويل تونس الى بابة نقل  للقارة الافريقية،  لكن بشرط ان تتم دراسة الخطوط التي يقع فتحها بشكل جيد وبشرط ان تضع الشركة سياسة تسويق واتصال ناجحة لإنجاح هذه الخطوط

لكن بالنسبة للناقلة التونسية فاغلب هذه الخطوط تتم بطريقة عشوائية  ويشوبها سوء التخطيط والتصرف لذلك غالبا ما تتكبد  اغلب الخطوط التي يتم فتحها خسائر كبيرة على هذه الناقلة التي تعاني اصلا من عجز كبير  وصعوبات جمة

وفي هذا السياق، وبعد الهالة الاعلامية الكبيرة التي اقامتها الشركة للرحلة الافتتاحية بين تونس وكوتونو عاصمة البينين في شهر ديسمبر الماضي، والتي تواجد فيها وزير النقل رضوان عيارة وفريقه ومير شركة تونيسار وفريقه، والشخصيات التي تمت دعوتها من رجال اعمال واعلاميين وغيره انقشع    بعد ايام قليلة  غبار “البروبغندا” الإعلامية التقليدية ،  لتطفوا على السطح مظاهر سوء التصرف والفشل في التسويق لهذا الخط الهام

فاغلب الرحالات التي قامت بها الشركة بعد هذه الرحلة الافتتاحية لم يتجاوز عدد  ركابها ال 10 ركاب  مع العلم ان تكلفة الرحلة تتكلف على الشركة اكثر من 250 الف دينار، وعلى سبيل المثال تحصلت تونيفيزيون على مقطع فيديو تم تصويره من الرحلة التي قامت بها الشركة من كوتونو”  والتي تحط في ساحل العاج “الكودفوار” قبل الاتجاه نحو تونس  والتي امنتها طائرة ارباص 320 التي تتسع لأكثر من 160 مسافر  ولم يكن على متن الطائرة  سوى 7 مسافرين.

كنا نتفهم لو كان على متن الرحالات 40 او 50 مسافر وكان بالإمكان ان نفسر ذلك بان الخط جديد  وسيتحسن مردوده مع مرور الوقت ويمكن ان نتحمل هذه الخسائر ، لكن ان يتواجد على متن كل  الرحلة بضع اشخاص  فهذا غير مقبول ولا يمكن تبريره

ومن اسباب تعثر اطلاق هذا الخط هو السياسة الاتصالية العشوائية في الشركة وسوء التصرف، فهذا الخط المباشر كان يستهدف بالاساس المواطنين البينيين، وذلك لتشجيعهم على استعمال خط الناقلة التونسية كخط عبور  (ذهاب واياب) للبلدان التي لا يربطها خط مباشر مع هذا البلد وكان يهدف ايضا   لتشجيع المواطنين البينيين على القدوم الى تونس للعلاج والدراسة والسياحة وبالتالي كان من الاجدر بالشركة ان تقوم بحملة اشهارية مكثفة في البينين للإعلام المواطنين بهذا الخط الذي يمكنهم  استعماله وهو نفس الشيء الذي قامت به الخطوط الملكية المغربية التي قامت بحملات اشهارية ذكية  وتخضع لاستراتيجية واضحة مكنت هذه الشركة في وقت سريع  من التحول الىى واحدة من اهم  الناقلات الجوية في افريقيا، لكن ادارة التسويق في الشركة قامت بحملة ضعيفة تسويق ضعيفة في البينين وفي المقابل قامت بحملة اشهارية في تونس في حين ان هذا الخط غير موجه للمواطنين التونسيين ،  ونتيجة هذه السياسة رحالات تتكلف على المجموعة الوطنية  بمئات الاف الدينارات   تقوم بنقل بضع مسافرين